ذَكَـرْتُـكِ كلّمَا زَارَ النّسيمُ بعطرهِ فَجرِيْ
وعانقتُ النَّدى فجراً , تداعى شِعريَ السِّحري
ليغشَ الرٌّوحَ مِنْ رُوحِيْ
وأنتِ أَرَقُّ أَطْيَافِي
وَأَنْتِ النَّبْضُ فِي قَلْبِيْ
وَلَحْنُ الآهِ فِي الأرجَاءْ
كَبُـرْكَانٍ .. وَطُوْفَانٍ
وَأَنْتِ السِّحْرُ يَا عُمْرِيْ
( أَنَا فِي الْهَوَى قَيْسٌ
جُنُونِي .. لَيلُهُ لَيْلَى )
أَنَا الْأَشْعَارْ .. أَنَا الْقِيْثَارْ .. أَنَا الْأَوْتَارْ
أَنَا نَبْضٌ وَطُوْفَانٌ مِنِ الْإِحْسَاسْ
وَأَنْتِ الْهَمْسُ فِي يَوْمِي وَفِي أَمْسِيْ
وَأَنْتِ الزَّهْرُ فِي حَقْلِيْ
وَأَنْتِ قَطْرَةُ الْأَنْدَاءْ
تَغَارِيْدٌ مِنَ الْأَطْيَار نَادَتْنِي إلَى نَبْعكِ الصَّافِيْ
إلَى نَهْرِكْ
إلَى حُضْنِكِ الدَّافِيْ
إلَى الْأَزْهَارْ
فَلَوْ كَانَتْ نِسَاءُ الْكَوْنِ آلافَ آلافٍ .. ( وآلافاً )
فَأَنْتِ فِي الْهَوَى أَلْفٌ
وَأَنْتِ الشِّعْرُ فِي ثَغْرِيْ
فَأَنْتِ الذَّاتْ .. وَأَنْتِ الرُّوْح .. وَأَنْتِ صَرْخَةُ الْأَقْدَارِ فِي فُلْكِي
سَكَبْتُ الدَّمعَ يَا عُمْرِيْ عَلَى الْأَشْوَاقْ
فَكُنْتِ الْحَاضِرَ الْأَكْبَرْ
وَكُنْتِ الْغَائِبَ الْأَكْبَرْ
وَكَانَ لِلْهَوَى طُغْيَانْ
عَلَى قَلْبِيْ .. عَلَى الْأَشْجَانْ
فَدَتكِ خَفْقَةُ الْأَضْلَاعْ
فَدَتْكِ الرُّوْحُ يَا عُمْرِيْ
سَلَيْ عَنَّي مَدَى الْأَقْمَارْ
سَلَي عَنَّي شَذَى الْأَزْهَارْ
وَطُوْفِي الْكَوْنَ فِي الْأَسْحَارْ
أَنَا .. فِي عِشْقِكِ الْأَوْحَدْ
أَنَا الْأَسْمَى .. أَنَا الْأَنْدَى
أَنَا هَمْسِي يُنَادِي إِنَّـنِي أَخْلَد ْ
فَلَحْنُ الْيومِ مِن أَمْسِيْ
يطوفُ في عوالمنا
وصار الكونُ قريتَنا ليسمو في مظلتنا
وأنتِ جوهرُ الإحساس
سكنتِ القلبَ ياعمري
سألتكِ فارحمِ ضعفي
فلا تقسي
فأنتِ نبضُ أشعاري
وأنتِ لحنُ قيثاري
سألت الآه في روحي
سألتُ العشقَ في الأعماقْ
عن المعنى , عن المغنى , عن الأشواقْ
فهذا الحب يغرقني
وتلكَ الغيرةُ العمياءُ تحرقني
وأنتِ بين آلآفٍ من العشاق
يطوفُ السهم في كبدي
ويقتلني .. ويحييني
وأنتِ تسكني الشريان
أأنساكِ ..؟
ولحن الشوق مضناكِ
ووجه الحسن مغناكِ
أأنساكِ ..؟
دواويني
عناويني
سناها من محياكِ
وأنتِ العمر يا عمري
وأنتِ الروح يا روحي
سكنتِ في ندى الأشعار
وصوتكِ راح يغريني
ووجهكِ وسط مرآتي
وليلُ الصدِّ يُبكيني
ويشعلُ نارَ آهاتِي
عشقتكِ فاسألي قلبي
عشقتكِ يا سناء البدر
فهذا اليومُ من أمسي
وذاك الأمس في يومي
ووجهك رحتُ أسألهُ
أيرضيهِ نزيفُ الدمعِ في خدّي ..؟
رأيتكِ لي كأحلامٍ وآمالٍ
تعيدُ الفرحَ في ثغري
وأنتِ ليلُ حالمةٍ
وأنتِ ويلُ ظالمةٍ
بربكِ أيِّ ذا شرعٍ يحاكمكِ ..؟
فقلبي قاضيٌ ظالمْ
أحكمهُ ويظلمني
وعقلي يسألُ الآهات , عن الشكوى عن النجوى
محامٍ راح ينصفني
بحقِّ القلبِ يسألني
فكانتْ لحظةٌ جُنَّتْ
جنونٌ راح يسكنه , فضاع العقل في وهمٍ
وراح يراقصُ النجماتْ
أيا عقلي , أيا قلبي , ألا من حضن يحويكم ..؟
ألا من وصل يدنيكمْ ..؟
وَيَجرفُكم , وَيُغْرِقَكم , يُغَرِّبكم , وَيُنْسِيكم
سكنتِ القلبَ يا روحي
فدتكِ الروح يا عمري
فلا تَقْسِي
سألتُكِ فارحمِ ضعفي
وصفتُكِ في الهوى عشقي
فهل يكفيكِ من وصفي
وهــل
يــكــفــــي ..؟